نبدأ المنتدى بسؤال وهو :
هل للتعلم حدود؟
نعم، قد نسميها: معوقات، قد نسميها: ميسرات للتعلم، يمكن تقسيم هذه الحدود إلى ثلاثة، هي:
1. الحد المادي، أو البيئي: وهذا دور البيئة والظروف التي تحيط بالكائن الحي، والإعاقات التي تصدر من البيئة، والميسرات التي تضعها البيئة لعملية التعلم؛ حيث تقف البيئة أو الأدوات والإمكانات المتاحة للتعلم أمام تقدم المتعلم، وتحسنه في الأداء مهما حاول من جهد، فمثلًا: عند محاولة تعلم مهارة ركوب الدراجة، فقد يكون سوء الدراجة، وعدم صلاحيتها هي السبب في عدم التحسن في أداء التعلم، فمهما مارست، فلا تستطيع أن تتقدم في مهارة ركوب الدراجة؛ لأنَّ العيب هو من البيئة، والعيب من الإمكانات؛ ولذلك نهيب بالمسئولين عن عملية التعليم أن يوفروا الإمكانات، والأدوات اللازمة، والوسائل التعليمية اللازمة لعملية التدريس، وعملية التعلم في داخل المدرسة؛ لكي نتلافى العقبات التي تضعها البيئة، أو الحدود المادية في التعلم.
2. الحد العملي، أو الدافعي: يرجع عدم التحسن في أداء المتعلم إلى انخفاض الدافعية، وسوف نستعرض في درس لاحق عن الدافعية، ودورها في التعلم، فانخفاض الدافعية لدى المتعلم تؤدي إلى شعوره بعدم وجود فائدة من بذل الجهد، وهو شرط رئيس من شروط عملية التعلم، لا بد له من دافع، وهدف محدد، وحصيلة سيحصل عليها في النهاية تدفعه إلى الوصول، أو إلى التعلم.
3. الحد الفسيولوجي: فيرجع عدم التحسن في أداء المتعلم إلى ثبات القدرات، وإمكانات الفرد الموروثة، وهذا الحد دليل على قدرة الفرد على التعلم، والذي قد نرجعه إلى ما نسميه: بالنضج، وتأثيره في التعلم كما سيأتي في عرض شروط التعلم الجيد، وهذا الحد الموروث، أو البيولوجي لا دخل لنا فيه، إلا في تنميته، وفي التدريب عليه؛ حيث إن الفرد الذي ولد معاقًا عقليًّا له برامج تربوية، وذوي الاحتياجات الخاصة لهم برامج خاصة بهم.
إذن هناك حدود لعملية التعلم يجب أن يعلمها المعلم تؤثر في التغير في سلوك الكائن الحي، وبالتالي تؤثر في قياس عملية التعلم.
منقووول